مسرحية المقاومة عند الإخوان

img
مسرحية المقاومة عند الإخوان YDH

فلماذا لا تشعر حماس بالحاجة إلى إظهار نفس الاهتمام في المعاملة مع إيران أو سوريا والذي تظهره على سبيل المثال، مع المملكة العربية السعودية أو قطر أو حتى الإمارات، على الرغم من معرفتها بأنها تستخدم نفسها؟




ترجمة: https://t.me/Turktran

تجري على مختلف المستويات مناقشة زيارة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مسرح مقاومة الإخوان، إلى المغرب، والتي خطت خطوة نحو التطبيع مع النظام الإسرائيلي العنصري قبل أشهر.

قام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بزيارة مفاجئة للمغرب أمس. هذه الزيارة -التي تمت بالتزامن مع إرسال العاهل المغربي محمد السادس برسالة تهنئة إلى رئيس الوزراء الجديد للنظام العنصري الإسرائيلي نفتالي بينيت- نوقشت على مستويات مختلفة في الصحافة العربية.

وقال إسماعيل هنية أنه مع حرب "سيف القدس" التي استمرت 12 يومًا، قد "وجهوا ضربة قوية" لنهج التطبيع مع إسرائيل، والتي بدأ مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين في العالم العربي.

لذلك، برز السؤال هل كانت زيارته للمغرب لصالح نهج المقاومة أم لنهج التطبيع مع النظام الإسرائيلي العنصري.

بمعنى آخر، عندما زار إسماعيل هنية المغرب الذي أعلن (أي المغرب) عن رغبته في تطبيع العلاقات مع النظام الإسرائيلي العنصري، هل قررت الإدارة المغربية التخلي عن التطبيع وإرسال السلاح للمقاومة الفلسطينية؟

أم أتيحت الفرصة للملك المغربي وحكومة الإخوان المغربية، بفضل زيارة إسماعيل هنية ليقولوا للشعب المغربي الذي كان غاضبًا من موقف دولته تجاه إسرائيل: "كم هي خطوة حكيمة التي قاموا بها بالفعل"؟

أعلن العاهل المغربي محمد السادس في 10 ديسمبر 2020 أن بلاده تعتزم "إقامة علاقات رسمية ودبلوماسية في أقرب وقت ممكن" مع إسرائيل.

بعث الملك محمد السادس ، برقية تهنئة إلى رئيس وزراء الحكومة الجديدة في النظام العنصري الإسرائيلي، في نفس اليوم الذي زار فيه إسماعيل هنية الرباط.

فلماذا يدعو المغرب زعيمَ حماس هنية ويرحب به ببروتوكول الرئيس بدلاً من الدول الأخرى التي عقدت اتفاقية تطبيع مع النظام الإسرائيلي العنصري؟

لأن حزب العدالة والتنمية، الفرع المغربي للإخوان، موجود في السلطة في المغرب الذي اتخذ خطوة لتطبيع علاقاته مع إسرائيل. لذلك، فإن هذا يجعل زيارة زعيم حماس، الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين، إلى المغرب مفهومة.

بمعنى آخر، دعوة حكومة الإخوان المغربية زعيم أكبر منظمة مقاومة في فلسطين أمر مفهوم تمامًا من حيث تلميع صورتها في عيون الناس.

لكن، خاصة بعد "سيف القدس"، يحتاج زعيم حماس إسماعيل هنية، الذي انتقد بشدة نهج التطبيع مع النظام الإسرائيلي العنصري، إلى توضيح سبب رغبته في زيارة المغرب.

ولعل التفسير الأول الذي يتبادر إلى الذهن في هذا الصدد هو أن حزب الإخوان موجود في السلطة في المغرب؛ إذا في دولة تطبّع علاقاتها مع النظام الإسرائيلي العنصري، هل حقيقة وجود حزب الإخوان في السلطة يجعل التطبيع حلالاً ؟!

وأوضح لصحيفة الرأي اليوم بقيادة الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان "مصدر رفيع المستوى"، أن أكثر مستفيد من زيارة اسماعيل هنية للمغرب هم إخوان حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي لم يتخذ أي خطوات لوقف عملية التطبيع مع الملك محمد السادس، الذي كان متلهفا على التطبيع مع النظام الإسرائيلي.

وبحسب تقرير الرأي اليوم، قال سعد الدين العثماني، رئيس حزب إخوان العدالة والتنمية الحاكم في المغرب، في تصريح صحفي بعد الترحيب بإسماعيل هنية، إن "المملكة المغربية حكومة وشعبا ملتزمون بحقوق الشعب الفلسطينيي والدفاع عنهم".

طبعا إسماعيل هنية، زعيم حماس الفرع الفلسطيني للإخوان، لم يسأل سعد الدين العثماني زعيم حزب إخوان العدالة والتنمية الموجود في السلطة بالمغرب، إذا "هل المملكة المغربية حكومة وشعبا ملتزمون بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين من خلال تطبيع علاقاتهم مع النظام الإسرائيلي العنصري؟".

وذكرت وسائل إعلام عربية أن زيارة إسماعيل هنية للمغرب هدّأت الشعب المغربي الغاضب من العاهل المغربي محمد السادس وحزب العدالة والتنمية الإخواني الحاكم.

أرجأ العاهل المغربي الملك محمد السادس، رسالة التهنئة إلى نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الجديد للنظام الإسرائيلي العنصري، لمدة ثلاثة أيام، ليتزامن ذلك مع يوم زيارة إسماعيل هنية للمغرب.

لم يتسآئل إسماعيل هنية حول هذا ولم يسأل سلطات حكومة الإخوان المغربية "ما الفرق بين أن تكونوا في السلطة أم لا؟".

لأنه ربما يعرف أن هنية يُستخدم أيضًا لتلميع صورة الملك محمد السادس وحكومة الإخوان المغربية. يوافق على أن يكون كومبارس في هذا المسرح لأنه يعطي الأولوية لتلميع صورة حكومة الإخوان في المغرب على قيم المقاومة الفلسطينية.

بعبارة أخرى ، عرض مسرحية المقاومة الإخوانية هذه المرة في المغرب بعد مصر عام 2012. كان أول إجراء للسياسة الخارجية لحكومة إخوان محمد مرسي، التي وصلت إلى السلطة في مصر عام 2012، هو إعلان التأييد لاتفاقية كامب ديفيد.

خلال حكم الإخوان المسلمين في مصر لمدة عام، أصبح الحصار المفروض على غزة أكثر شدة من أي وقت مضى في تاريخها. لأن الجيش المصري أعلن الحرب على الأنفاق التي هي مصدر الحياة لغزة، ودمر المزيد من الأنفاق أكثر من أي وقت مضى، وحزب العدالة والتنمية الإخواني الحاكم الآن في المغرب تماما مثل الإخواني الحاكم محمد مرسي كان يتابع ما يجري.

في ذلك الوقت ، لم تقل حماس كلمة واحدة لحكومة الإخوان المصرية التي حكمت على غزة بالتجويع. لأن قادة حماس كانوا يلوحون بأعلام الجيش السوري الحر تحت شعار "الطريق إلى القدس يمر عبر دمشق"، ويحاولون تدمير سوريا الدولة العربية الوحيدة التي أعطتها السلاح.

يعطي الإخوانيون الأولوية للسلطة في كل بلد يتواجدون فيه ويرون أن كل وسيلة للوصول بهم إلى السلطة مسموح بها.

تحالف الإخوان السوريين مع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، الذي فرّ إلى الخارج عام 2005، ومفاوضات سلطة الإخوان المصرية مع رئيس مخابرات حسني مبارك عمر سليمان في عام 2011 عندما خرج الناس إلى الشوارع، وإجراءات حكمهم في السلطة لمدة عام واحد، وقبول جماعة الإخوان في اليمن أن يكونوا مرتزقة للسعوديين، الذين أعلنوا جماعة الإخوان منظمة إرهابية، هي مجرد أمثلة قليلة.

على الرغم من اعتبار حماس جزءًا من محور المقاومة، إلا أن حماس ليست استثناءً من سلوك الإخوان الذين كانوا دائمًا إلى جانب القوة والسلطة.

بينما اختارت حماس أن تكون في صف أمريكا وإسرائيل في سوريا عام 2012 وفي صف السعودية في اليمن عام 2015، أو حين زيارتها إلى المغرب الآن، ربما كانت تعلم أن هذا الموقف لم يفيد خيار المقاومة الذي تمثله في فلسطين.

فلماذا لا تشعر حماس بالحاجة إلى إظهار نفس الاهتمام في المعاملة مع إيران أو سوريا  والذي تظهره على سبيل المثال، مع المملكة العربية السعودية أو قطر أو حتى الإمارات، على الرغم من معرفتها بأنها تستخدم نفسها؟

الجواب على هذا السؤال يكمن بالضبط في كلمة "استخدام". جملة "إيران ومحور المقاومة لا يريدان منا أي شيء مقابل مساعدتهما، ولا يفرضان علينا أيّة شروط"، والتي أكدها مرارًا خالد مشعل من قبل والآن إسماعيل هنية ويحيى السينوار، فيها الجواب على السؤال أعلاه.

وبينما وقفت القيادة السياسية لحركة حماس في نفس الصف مع قطر وأمريكا وإسرائيل والسعودية والتكفيريين لتدمير الدولة العربية الوحيدة التي أعطت السلاح لجناحها العسكري عام 2012، اقتصر رد فعل محور المقاومة على عدم إعطاء موعد للمكتب السياسي.

كما أوضح قادة حماس ومسؤولو محور المقاومة، رغم موقف حماس في سوريا لم يؤثر هذا على العلاقات مع كتائب عز الدين القسام، واستمر الدعم بالأسلحة والمعدات والدعم التدريبي لمحور المقاومة للكتائب.

لهذا لا تشعر قيادة حماس بالحاجة إلى إظهار الإهتمام مع محور المقاومة كما هو الحال مع المحور السعودي.

رابط المقالة الأساسية

İhvancıların direniş tiyatrosu 

ترجمة مقالة بعنوان "مسرحية المقاومة عند الإخوان"



Makaleler

Güncel